في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عثرت السلطات الأميركية على جثة سوشير بالاجي، وهو موظف سابق في OpenAI مُطورة المساعد الذكي ChatGPT، فيما صُنف في نهاية المطاف من قبل وكالات إنفاذ القانون بأنه "عملية انتحار"، غير أن شكوكاً عديدة لاتزال تلف تلك الواقعة، وصولاً لاتهامات مُوجهة للرئيس التنفيذي للشركة، سام ألتمان بالتورط في قتله من خلال أوامر موجهة منه، وهو ما ينفيه قطب التكنولوجيا بصرامة.. إليكم القصة.
في أغسطس/ آب من العام الماضي 2024، كان بالاجي البالغ من العمر 26 عاماً، قد ترك عمله لدى OpenAI، موجهاً بعدها سلسلة انتقادات للشركة عبر وسائل الإعلام.
من بين الاتهامات التي وجهها الموظف السابق بالشركة أن OpenAI تنتهك قانون حماية الملكية الفكرية، عبر استخدامها البيانات المحمية بموجب القانون.
وبعد ثلاثة أشهر من سلسلة من الاتهامات العلنية للشركة، عثر على جثته في منزله، وسط ملابسات مثيرة للجدل، من بينها أن الشرطة تلقت اتصالات هاتفياً يطلب منها التحقق من سلامته. ومن بين الملابسات المثيرة أيضاً انقطاع كاميرات المراقبة في منزله.
دفعت هذه الملابسات وغيرها ذوي الموظف السابق في OpenAI إلى زعم أنه "قُتل" ولم ينتحر وفق رواية وكالات إنفاذ القانون. وتصف والدته وفاته بأنها "مؤامرة قتل"، وترى أن ابنها قتل من أجل "إخفاء شيء لا يريدون (الشركة) أحداً أن يعرفه"، كما تزعم أن بالاجي كانت لديه وثائق ضد الشركة.
وفيما تنفي الشركة ورئيسها التنفيذي تلك المزاعم، فإن خصوم سام ألتمان -بمن فيهم الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك- يستخدمون تلك الواقعة لتوجيه اتهامات مبطنة له.
ومع مرور أكثر من تسعة أشهر على الحادث، أعادها مقدم البرامج الحوارية الشهير، تاكر كارلسون، إلى الواجهة من جديد، من خلال توجيه أسئلة مباشرة للرئيس التنفيذي لـ OpenAI في مقابلة نشرها الأسبوع الماضي عبر معرفاته على الإنترنت، أخذ فيها الحديث منحنى متصاعداً بشأن حادث وفاة الموظف السابق لدى الشركة.
استهل كارلسون حديثه بشأن الواقعة بالإشارة لاتهامات بالاجي السابقة للشركة والتي مفادها أن OpenAI "تسرق أعمال الناس دون أن يدفعوا لهم" في إشارة لاتهامات انتهاك حقوق الملكية الفكرية التي تحدث عنها الموظف السابق علناً، ليصف ألتمان حادث الوفاة بأنه "كان مأساة كبيرة"، مشيراً إلى أن بالاجي "انتحر" طبقاً لما تؤكده وكالات إنفاذ القانون وما اطلع عليه من دلائل.
ويصف الرئيس التنفيذي للشركة بأن الموظف السابق كان صديقه، رغم أنه لم يكن صديقاً مقرباً، وأن وفاته كانت انتحاراً. ويقول لكارلسون إنه في حين كان يعتقد في البداية بأن الوفاة "تبدو مشبوهة للغاية"، إلا أنه اعتقد في النهاية بأن الوفاة كانت انتحاراً بعد الاطلاع على تقارير رسمية إضافية حول القضية. كما استدل على ذلك بان الموظف السابق بالشركة هو من اشترى السلاح بنفسه.
غير أن كارلسون من جانبه رد على تعليقات ألتمان، مدعيا أنه يعتقد بأن بالاجي "قُتل بالتأكيد"، واقترح أنه إذا كان ألتمان صديقاً لبالاجي كما ادعى، فإنه سيرغب في التحقيق في القضية أو التحدث إلى والدة بالاجي، مما دفع ألتمان إلى القول: "لقد عرضت ذلك، لكنها لم ترغب في ذلك".
من بين الملابسات التي أشار إليها مقدم البرامج الحواري لدى حديثه مع سام ألتمان، انقطاع كاميرات المراقبة، وطلبه لطعام جاهز قبل وفاته مباشرة، وعودته للتو من إجازة رفقة أصدقائه في جزيرة كاتالينا، علاوة على عدم وجود أي دليل على انتحاره، سواء رسالة أو أي سلوك يدعم تلك الرواية. ويضيف: "لقد تحدث للتو وقتها مع أحد أفراد عائلته.. ثم وجد بعد ذلك ميتاً مع وجود دماء في عدة غرف".
وبينما واجه كارلسون ألتمان برواية والدة الموظف السابق بالشركة التي تزعم أن ابنها قتل بأوامر من الشركة، ردّ ألتمان قائلاً: "هل تصدق ذلك؟"، مكرراً نفيه لتلك الادّعاءات، قبل أن يؤكد مقدم البرامج الحوارية على أنه لا يتهم ألتمان بارتكاب أي مخالفات، لكنه يعتقد بأن الأمر يستحق معرفة ما حدث، وأنه لا يفهم لماذا رفضت مدينة سان فرانسيسكو التحقيق في الأمر أكثر من مجرد وصفه بأنه انتحار.
وبعد إذاعة المقابلة، تبنى الرئيس التنفيذي لتسلا، إيلون ماسك، وهو أحد خصوم ألتمان، نظرية المؤامرة ذاتها، معلقاً على قضية وفاة الموظف السابق في OpenAI بقوله: "قُتل".
اقرأ أيضاً:
سام ألتمان يحذر: الذكاء الاصطناعي يقترب من فقاعة استثمارية مع ارتفاع الإنفاق
سام ألتمان يدعو لعدم الاستهانة بتهديد الصين الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي